ما أهمية وفائدة التاريخ

تعتبر دراسة التاريخ من الموضوعات التي اهتم الجميع بدراستها منذ بداية التاريخ وبداية الحضارات. لقد استفادت جميع الحضارات من تاريخ أسلافها وحضاراتهم في الاستفادة من أخطائهم. يصبح هذا جزءًا من تاريخه الخاص، الذي يعتمد عليه من أجل تطوير مهاراته ومستقبله.

كل الحضارات والمفكرين منذ القدم تبنوا نهج تحليل التاريخ لما له من فوائد عديدة. من خلال دراسة تاريخ من سبقونا يمكننا الاستفادة من أخطائهم وتجنب هذه الأخطاء. مع الناس ومع مختلف الشعوب والحضارات، يمكننا الاستفادة من الأحداث والمشاكل والعيوب التي حدثت معهم، والاستفادة من تجاربهم المختلفة التي حدثت معهم خلال حياتهم. ينقله والديه إليه في مرحلة الطفولة، والتي حصلوا عليها بدورهم من خلال تجاربهم في الحياة وتجاربهم ومن والديهم، وما إلى ذلك. نلاحظ أن بعض الأطفال منفتحون جدًا على الحياة منذ طفولتهم المبكرة، وربما يرجع ذلك إلى التجارب العظيمة التي انتقلت إليهم من والديهم، الذين كان لهم بصمة في حياتهم. التاريخ والتجارب أكثر عددًا من البقية.

العاقل لا يكتفي بالاستفادة من تجارب والديه، بل يستفيد من تجارب البشرية جمعاء بدراسة تاريخهم والحضارات المختلفة التي مرت عليهم. يكمل طالب التاريخ السباق خلف أحد العظماء، سواء في العلوم أو الأدب أو في الحياة بشكل عام. يعتبر هذا أفضل وأفضل بكثير من أن يبدأ كل مولود السباق من خط البداية، وبالتالي لا يستطيع التغلب على الآخرين في الحياة، ولكنه متأخر عن أولئك الذين أكملوا السباق بخطوات عديدة قبلهم. .

ونرى العديد من المفكرين الذين وصفوا أهمية وفائدة التاريخ بشكل لا يستطيع اللسان وصفه. يقول مصطفى محمود “من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس في قلبه أبدًا، ويرى العالم أيامًا يتناوب فيها الله بين الناس … الغني يصبح فقيرًا، والفقير غنيًا، وضعف الأمس أقوياء اليوم، حكام الأمس مشردون اليوم.، قضاة متهمون، المنتصر يهزم، الفلك يدور والحياة لا تتوقف .. والحوادث لا تتوقف عن التدفق .. والناس يتبادلون الكراسي، لا حزن يستمر .. ولا فرح يدوم “. المعجزة التي قالها الله تعالى في كتابه الحكيم الذي لا يستطيع أحد أن يعبّر عنها، فيقول الله تعالى “في قصصهم عِبْرُ فَهْمٍ”.