نحن ننتظر بشغف شهر رمضان المبارك، حتى نغتنم الفرصة للقاء أفراد الأسرة على موائد رمضان، وقضاء أوقات ممتعة معهم خلال هذا الشهر الكريم. ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل مرض السكري، يجب عليهم دائمًا استشارة طبيبهم حول كيفية إدارة مرضهم أثناء الصيام، من خلال تعديل مواعيد تناول جرعات الأدوية اللازمة واتباع أنماط غذائية معينة من أجل تجنب أي المضاعفات التي لا يحتاجونها.
وفي هذا الصدد قال د. فرحانة بن لوتاه، استشارية أمراض الباطنة، متخصصة في مرض السكري والغدد الصماء في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري “الخيارات الغذائية الصحية ضرورية خلال شهر رمضان المبارك، بينما تساهم الكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز والحبوب الكاملة في الشعور بالشبع لفترة أطول فترة خلال ساعات الصيام. كما نوصي بتناول الدهون الصحية خلال هذا الشهر وتجنب المشروبات السكرية وجميع الأطعمة والمشروبات ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، لأنها تسبب ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة السكر في الدم. نوصي بإدخال النشاط البدني المعتدل خلال ساعات الصيام أو بعد الإفطار، ويمكن أن يشمل ذلك تمارين الشد واليوجا والمشي “.
وأضافت الدكتورة فرحانة “فيما يتعلق بمرضى السكر، ننصحهم بتجنب الإفراط في الأكل بعد ساعات الصيام، كما يجب عليهم الابتعاد عن الأطعمة المحظورة وعدم الاستثناءات التي قد تعرضهم لمضاعفات لا يحتاجون إليها. الصوم حسب نصيحة الطبيب خيار صحي لمرضى السكر باستثناء عدم قدرتهم على التحكم في السكر. الدم الناجم عن عادات خاطئة يؤدي إلى مضاعفات سيئة “.
وأشار د. فرحانة إلى أن مرضى السكر يجب أن يحافظوا على ترطيبهم بشرب كميات كافية من الماء خلال ساعات الإفطار، وتناول الخضار والفواكه الغنية بالمياه مثل البطيخ والفراولة والخيار والكرفس والطماطم وحساء الخضار. من الضروري أيضًا تحقيق التوازن في الوجبات، وتناولها في أوقات مختلفة خلال وقت الإفطار، مثل البدء بوجبة خفيفة، مثل بضع حبات من التمر، والانتقال تدريجيًا إلى الطبق الرئيسي بعد تناول الحساء والخضروات. .
وأكدت الدكتورة فرحانة أن ممارسة الرياضة هي وسيلة جيدة للتحكم في مستويات السكر في الدم، حيث ينصح بممارسة تمارين خفيفة لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد الإفطار للحفاظ على نشاط الجسم والسيطرة على مرض السكري، بشرط أن يتوخى هؤلاء المرضى الحذر والتوقف عن الصيام. إذا شعروا بأعراض محددة. بما في ذلك زيادة مستوى السكر في الدم أكثر من 300 مجم / ديسيلتر، أو انخفاضه إلى 70 مجم / ديسيلتر أو أقل، أو ظهور أعراض نقص السكر في الدم، بينما يعد الشعور بالغثيان والقيء أو ظهور أعراض أخرى من المؤشرات من ضرورة التوقف عن الصيام بسبب اختلال مستويات السكر في الدم.
لا شك أن شهر رمضان الكريم مناسبة سنوية نتوق إليها ونستمتع بأجوائها. ومع ذلك، فإن صيام الشهر دون الالتفات إلى حالة صحية نعاني منها أو مرض مزمن يصاحبنا سيؤدي إلى مضاعفات سيئة قد تجعل إكمال صيام الشهر أمرًا صعبًا للغاية. لذلك يجب دائمًا استشارة الطبيب والعمل بنصائحه حول جرعات الدواء وأنماط النظام الغذائي وما يجب فعله وتجنبه خلال الشهر للاستمتاع بالصيام والاستفادة من فوائده بأفضل طريقة ممكنة.